
إنشاء المزارع السمكية "بركة غليون" بمحافظة كفر الشيخ
يُعد المشروع القومي للاستزراع السمكي بكفر الشيخ "بركة غليون" واحدًا من أهم المشروعات القومية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ حيث يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية؛ بما يسهم في سد الفجوة الغذائية ودعم الاقتصاد القومي من خلال الاعتماد على أحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية في الاستزراع السمكي والتصنيع والتى تتواكب مع المتطلبات العلمية الحديثة. ويؤدي هذا المشروع إلى زيادة الثروة السمكية في مصر بنسبة 75%، بما يمكن من توفير احتياجات السوق المحلية وتصدير الفائض لتوفير العملة الصعبة.
يأتي هذا المشروع الذى تنفذه القوات المسلحة متمثلة في «الشركة الوطنية للاستزراع السمكي والأحياء المائية»، ليحول تلك المنطقة الممتدة على ساحل البحر لأكثر من 20 ألف فدان، والتى عُرف عنها "بأنها منطقة هجرة غير شرعية" إلى منطقة انتاجية متميزة للأسماك للداخل والخارج، من خلال توفير فرص عمل لأكثر من 15 ألف مواطن، 5 آلاف عمالة مباشرة، وأكثر من 10 آلاف عمالة متغيرة.
ويُعتبر المشروع بالكامل صديق للبيئة؛ حيث تتم تنقية مياه المزرعة السمكية من خلال إقامة وحدات معالجة لتنقية المياه سواء قبل الاستزراع أو بعد استخراج الأسماك على أسس علمية للحفاظ على البيئة المحيطة بالمزرعة.
مراحل المشروع:
بدأ العمل على إنشاء المدينة السمكية الصناعية غليون بمحافظة كفر الشيخ اعتبارًا من يوليو 2015 بتوقيع عقد مع شركة "إيفر جرين" وهى إحدى الشركات المتخصصة في مجال الاستزراع السمكي بجمهورية الصين الشعبية، وكان من أهم بنوده الاستفادة من خبرتهم في إدارة وتشغيل المصانع، وإعداد الدراسات الهندسية للمشروع بواسطة مكتب استشاري متميز بالاستعانة بأساتذة من جامعتي كفر الشيخ والإسكندرية وبالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والهيئة العامة لحماية الشواطئ ومعهد علوم البحار، وتنفيذ جميع الأعمال الإنشائية بواسطة ما يقرب من 52 شركة مصرية من المهندسين والمشرفين والعمال المدنيين.
ويتضمن المشروع المراحل التالية:
المرحلة الأولي:
تقام علي مساحة 4000 فدان، تستهف إنتاج أسماك من أصناف عالية القيمة مثل الجمبرى، وكذلك العائلة «البورية» ويتم توجيه الإنتاج إلى الداخل والخارج فى نفس الوقت، حيث من المتوقع أن يصل إنتاج هذه المرحلة إلى 3000 طن أسماك، و5000 طن جمبري سنويًا، وتعد من المراحل الأطول والأصعب عملاً؛ حيث يتم فيها وضع البنية التحتية للمشروع بالكامل.
بلغ عدد الأحواض التى تم تنفيذها في المرحلة الأولى نحو1359 حوضًا، ويضم المشروع 466 حوضًا لتربية الأسماك وتسمينها بطاقة إنتاجية تتجاوز 3000 طن سنويًا، مساحة الحوض الواحد 50 مترًا في 150 مترًا، 83 حوضًا من المياه العذبة لأسماك البلطي والبوري على مساحة 500 فدان لتلبي كافة احتياجات المواطنين، و655 حوضًا للجمبري، بطاقة إنتاجية 2000 طن بالدورة الواحدة التي لا تستغرق أكثر من 6 أشهر، دعمًا للسوق المحلية وتصديرًا للفائض، مساحة الحوض الواحد 50 مترًا في 50 مترًا، بالإضافة إلى 10 ورش لتربية اليرقات والجمبري، كما يوجد أيضًا 155 حضانًا لتحصين الزريعة ورعاية الأسماك تخدم هذه الأحواض، وكذلك تم إنشاء الترع والقنوات الخرسانية، ووضع طبقة بلاستيكية "بولى إيثيلين" عالي الكثافة HDPE " حفاظًا على المياه وعدم تسربها.
المرحلة الثانية:
قام الرئيس السيسي بتدشين المرحلة الثانية للمشروع في بركة غليون والمخطط إقامتها على مساحة 9 آلاف فدان من أحواض الاستزراع السمكى الجديدة، ومصنع لإنتاج مسحوق السمك، ومصنع إنتاج شكائر الأعلاف ومحطة معالجة المياه.
افتتاح المرحلة الأولى من مشروع بركة غليون:
قام الرئيس عبد الفتاح السيسي في 18 نوفمبر 2017 بافتتاح المرحلة الأولى لمشروع الاستزراع السمكي ببركة غليون كمدينة سمكية متكاملة، والتى تشمل مزرعة سمكية على مساحة 4 آلاف فدان، تضم 1359 حوضًا للأسماك والجمبري، ومنطقة المفرخات وإنتاج الزريعة ومنطقة بحثية، ومنطقة صناعية على مساحة 55 فدانًا تضم مصنعًا لتجهيز وتعبئة وتغليف الأسماك بطاقة إنتاجية 100 طن في اليوم، ومصنعًا لإنتاج الأعلاف بطاقة إنتاجية 180 ألف طن سنويًا، ومصنعًا لإنتاج الثلج بطاقة إنتاجية 60 طنًا في اليوم، ومصنعًا لعبوات الفوم بطاقة إنتاجية 1200 عبوة فى اليوم، كما شمل الافتتاح عرض فيلمًا تسجيليًا بعنوان (غليون ساحل الأمل) تضمن مراحل إنشاء هذا المشروع الضخم وما يمثله من قيمة مضافة لتلبية جانب من احتياجات السوق المصرية والتصدير، ودوره فى تحقيق نقلة حضارية لخدمة أبناء محافظة كفر الشيخ.
كما قام الرئيس عبر شبكة الفيديو كونفرانس بافتتاح عدد من المشروعات التكاملية لتنمية الثروة السمكية ببحيرة البردويل بشمال سيناء منها مصنع للثلج بطاقة 60 طنًا في اليوم، ومصنع لعبوات الفوم بمتوسط طاقة 1.2 طن في اليوم، ومحطة تحلية مياه البحر، كذلك افتتاح الأسبقية الأولى لمشروع الأقفاص السمكية بشرق بورسعيد؛ حيث تم الانتهاء من وضع 50 قفصًا للاستزراع السمكي في البحر المتوسط بإجمالي طاقة إنتاجية 1250 طنًا في الدورة الواحدة.
أهداف المشروع:
ــ خلق منطقة إنتاجية متميزة للأسماك للداخل والخارج، مخصصة لاستزراع الأسماك البحرية ذات الجدوى الاقتصادية العالية، والمرتفعة القيمة الغذائية لابتعادها عن أي مصادر تلوث لتصل إلى المستويات العالمية.
ــ توفير خمسة آلاف فرصة عمل، بالإضافة لتوفير 10 آلاف فرصة عمل غير مباشرة.
ــ إنتاج أنواع عالية الجودة من أسماك الجمبري والبوري لتحقيق الاكتفاء الذاتي محليًا وتصدير الفائض للخارج.
ــ وضع حد لمشكلات الصيد الجائر في البحار، ومحاربة صيد الزريعة ببحيرة البرلس.
ــ رفع القيمة الإنتاجية للاستزراع السمكي؛ حيث إن الإنتاج سيصل إلى 3 آلاف طن سمك للفدان الواحد، في الدورة الواحدة التى تصل لـ 18 شهرًا، وإنتاج 2000 طن جمبرى فى الدورة الواحدة التى لا تستغرق أكثر من 6 شهور؛ حيث لا يمكن تربية الجمبري سوى في فصل الصيف فقط، وأنواع الأسماك التى سيتم استزراعها هي «البوري الوقار الدنيس، القاروص» ويتم طرح الإنتاج في السوق المحلية وتصدير الفائض من خلال مراكز توزيع القوات المسلحة.
تحول حلم إنشاء أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط إلى حقيقة في منطقة "بركة غليون" التي تقع على الطريق الدولي الساحلي، وتتبع مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ. وكان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر تعليمات بتنفيذ مشروع "بركة غليون"، ثم افتتحه في الثامن عشر من نوفمبر عام ٢٠١٧. وتعد المزرعة الأكبر في الاستزراع السمكي بالشرق الأوسط، بتكلفة ١٤ مليار جنيه وتضم عدة مصانع بالإضافة لمفرخ للأسماك والجمبري، ووحدات زراعة مكثفة، وذلك تحت إشراف الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية.
تعد الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية أحد أبرز الكيانات الوطنية التي أنشئت حديثًا، بهدف تنمية الثروة السمكية في مصر وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من خلال تنفيذ العديد من مشروعات الاستزراع السمكي، وأهمها إنشاء المدينة السمكية الصناعية "غليون" بكفر الشيخ.
تحتل مصر المركز السابع عالميًّا في الاستزراع السمكي طبقًا لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، والمركز الأول أفريقيًّا في إنتاج الأسماك ،كما بلغ حجم الواردات السمكية ٢٣٦ ألف طن تقريبًا بنسبة ١٦٪ من الإنتاج العام.