بحيرة قارون تمثل مصيدة طبيعية ذات أهمية بيئية وتاريخية واقتصادية،
تقع بحيرة قارون في الجزء الشمالي-الغربي من منخفض وادي الريان بمحافظة الفيوم، وهي ضمن منطقة الواحة الفيومية.
تعتبر من أكبر البحيرات الطبيعية الداخلية في مصر.
مساحتها الحالية تُقدر بحوالي 138 كم² (بعد تقلصها تاريخيًا).
متصلة بنهر النيل بشكل غير مباشر من خلال مصرف "الوادى"، ومصدر تغذيتها الأساسي هو مياه الصرف الزراعي..
تقع بحيرة قارون في الجزء الشمالي-الغربي من منخفض وادي الريان بمحافظة الفيوم، وهي ضمن منطقة الواحة الفيومية.
يعتقد أنها البقية المتبقية من بحيرة أكبر قديماً عُرفت باسم بحيرة موريس (Lake Moeris) التي كان يُدارها الفراعنة كنظام مياه للري والفيضانات.
سطح البحيرة يقع تقريباً على -43 إلى -45 متر تحت مستوى سطح البحر (أي منخفضة بالنسبة لسطح البحر) في معظم الأجزاء.
مساحة البحيرة تُقدَّر بنحو 55 ألف فدان تقريبًا.
الخصائص البيئية
العمق: يتراوح عمق البحيرة بين 5‑12 مترًا تقريبًا.
منسوب سطح المياه: حوالي 45 متر تحت مستوى سطح البحر في معظم الأجزاء.
الملوحة: نسبة ملوحة مرتفعة نسبيًا، تتراوح بين 32‑35 جرام ملح لكل لتر مياه.
يوجد بها الجمعية التعاونية لصائدي الاسماك بقارون
طبيعة المياه في البركة
كانت في الأصل مياهها عذبة، لكنها أصبحت شبه مالحة إلى مالحة نتيجة تراكم الأملاح من الصرف الزراعي.
ملوحة المياه تزداد تدريجيًا من الشرق إلى الغرب.
تتميز بوجود تنوع بيئي لكنها تأثرت كثيرًا بالتلوث وزيادة الملوحة.
الخصائص الهيدرولوجية والمائية
عمق البحيرة متوسط-منخفض: مثلاً ذُكر أن العمق الأقصى “فقط فوق 8 م” في بعض المناطق.
ملوحة مرتفعة: مصدر تدفق المياه إلى البحيرة يكون أساساً من مياه صرف زراعي ومياه الصرف المنزلي، وهناك تبخّر كبير يؤدي إلى تركيز الملح. مثلاً ذُكر أن نسبة الملوحة ارتفعت من ~11 ‰ (ج ز / لتر) في أوائل القرن العشرين إلى ~34-39 ‰ لاحقاً.
مصدر المياه: تم ذكر أن البحيرة تُغذّى من مصرفي “البطّس” و”الوادي” بالأساس، إضافة إلى 12 مصرفاً فرعياً.
كونها بحيرة «مغلقة» تقريباً (لا مَصرف طبيعي فعّال للخروج) يُزيد من التراكمات والملوحة.
أنواع الأسماك المستزرعة والموجودة في البركة
نظرًا لطبيعة المياه المالحة، تتواجد في البركة أنواع أسماك تتحمل الملوحة:
البوري من الأنواع الرئيسية، يتحمل الملوحة.
البلطي أقل وفرة بسبب الملوحة العالية، يوجد البلطي الأحمر أحيانًا.
القاروص (سي باس) نوع بحري، يُجرى عليه تجارب استزراع.
الدنيس (سي بريم) يتم استزراعه في أقفاص أو أحواض.
الجمبري تجارب استزراع قيد التنفيذ.
ثعابين الأسماك (الإيل) كانت موجودة طبيعيًا سابقًا، لكنها انقرضت من البركة تقريبًا.
أنماط الاستزراع السمكي في المنطقة
الاستزراع الطبيعي (صيد مفتوح)
عبر مراكب الصيد في مناطق مختلفة من البركة.
الاستزراع في الأقفاص السمكية
تتم تجارب على استزراع أنواع بحرية مثل القاروص والدنيس داخل البركة.
المزارع السمكية الخارجية حول البركة
توجد مزارع خاصة وأهلية تستخدم مياه البركة أو الصرف في التربية.
مشروعات حكومية (تابعة لهيئة الثروة السمكية)
عدد من المزارع الرسمية المنتشرة حول ضفاف البركة.
محمية طبيعية منذ عام 1989.
تشكل البحيرة وجهة مهمة للطيور المهاجرة والمقيمة، وذلك بسبب كونها مركزاً مائياً غنيًّا في منطقة محيط صحراوي شبه جاف.
كذلك وجود مواقع جيولوجية وأثرية هامة: مثل جبل قطراني، الحفريات الثديية التي يعود عمر بعضها إلى ملايين السنين، بعض الأشجار المتحجرة، والمواقع الأثرية الفرعونية والرومانية.
التنوع البيولوجي والبيئي والآثاري
تُعد منطقة هامة للطيور المهاجرة والمقيمة: جبلت بأنها مقصد لمراقبة الطيور.
النباتات: توجد نباتات ملحية/شبه ملحية على الحواف وبعض النباتات الصحراوية، مثل Tamarix nilotica، Nitraria retusa.
الآثار والجغرافيا القديمة: المنطقة تحتضن مواقع جيولوجية وفسيولوجية مهمة (مثلاً الحفريات الثديية القديمة، نباتات متحجرة)، بالإضافة لمواقع أثرية فرعونية ورومانية.
كونها محمية طبيعية: تم إعلانها ضمن منطقة محمية تحت إشراف الهيئة المعنيّة بالبيئة.
الجهود والمشروعات التطويرية
المحافظة بدأت خطوات لإعادة التوازن البيئي للبحيرة منذ عدة سنوات، حتى لو كانت الإجراءات مكلفة وصعبة.
هناك خبر من محافظ الفيوم بأن الدولة شرعت في أعمال لتحسين الوضع البيئي، رفع الملوحة، التخلص من الطفيليات، وربما تحسين الصرف الزراعي المحيط
جهود الدولة لتطوير بركة قارون
1.مشروع تنمية وتطهير البركة
إزالة الرواسب والتعديات لتحسين جودة المياه.
2.تطوير المصارف الزراعية
لتقليل التلوث الداخل إلى البركة.
3.زيادة الزريعة
عن طريق مفرخات هيئة الثروة السمكية لضخ البلطي والبوري.
4.مشروعات الاستزراع السمكي البحري
التوسع في استزراع القاروص والدنيس باستخدام أنظمة مكثفة.
5.مراقبة فترات الصيد
فرض راحات بيولوجية لحماية المخزون السمكي.
الأهمية الاقتصادية
توفر فرص عمل لمئات الصيادين في الفيوم.
مصدر مهم للأسماك للمحافظة والوجه القبلي.
قاعدة لتجارب الاستزراع البحري في المياه الداخلية.
دعم الصناعات المرتبطة (التغليف، النقل، البيع)..
مستقبل الاستزراع في بركة قارون
الاتجاه لاستخدام أنظمة استزراع مكثفة (RAS) خارج البركة لتقليل الاعتماد على مياهها.
إنشاء مفرخات بحرية لتوفير زريعة الأسماك المالحة.
دراسة إمكانية تحلية جزئية لبعض مناطق البركة لتوسيع التنوع السمكي.
التوسع في الاستزراع التكاملي حول البركة (زراعة + سمك).
الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية
الصيد: كانت البحيرة مصدراً هاماً للأسماك والسكان حولها يعتمدون على الصيد كمصدر دخل. لكن الإنتاج انخفض بدرجة كبيرة. مثلاً ذُكر أن الإنتاج انحدر إلى 873 طن في 2016، مقابل 4,522 طن في 2014.
الزراعة والمزارع المحيطة: مياه صرف الأراضي الزراعية تدخل البحيرة، مما يربط الاقتصاد الزراعي بالبيئة المائية.
السياحة والأنشطة المرتبطة: الموقع يتجه نحو جذب سياحة طبيعية/صحراوية (مشاهد طيور، رمال، صحارى).
جهود الإصلاح والإدارة المقترحة
هناك مشاريع لتخفيف الملوحة، وتحسين صرف المياه والمراقبة البيئية.
يُقترح زيادة التركيز على السياحة البيئية المستدامة (eco-tourism) وتطوير بنية تحتية تدعم الصيادين المحليين.
أيضاً تنقية مياه الصرف وخلق ممرات أو مخارج طبيعية للبحيرة يمكن أن يُساهم في تخفيف الضغط.
استمرار المراقبة البيئية: تحليل المعادن الثقيلة، جودة المياه، التنوع الحيوي، المخزون السمكي، التغير في الملوحة والعمق.
معلومات مُعمّقة ومُحدّثة
في دراسة اقتصادية بعنوان “The Economic Dimension to the Production of Fish, Lake Qarun in Fayoum Governorate”؛ ذُكر أن نسبة الملوحة في البحيرة ارتفعت من 32.45 ‰ في 2015 إلى نحو 34.3 ‰ في 2016، وهذا أدى إلى انخفاض إنتاج السمك وتراجع تنوّع الأنواع.
دراسة بعنوان “Different Pollutant Monitoring in Qarun Lake” أجرتها جامعة القاهرة وجامعة الأزهر نشرت في 2018، أشارت إلى وجود تلوث بالمعادن الثقيلة في البحيرة: مثلاً تم قياس‐ Cd عند 0.0034 ملغ/لتر، Zn عند 1.091 ملغ/لتر، NH₃ عند 0.58 ملغ/لتر، PO₄³⁻ عند 1.38 ملغ/لتر.
في دراسة “Studying of Physico-chemical and Biological characters of Qarun Lake, El-Fayoum – Egypt” (2017) تمت متابعة تحليل المياه شهرياً لمدة عام (ماي 2015 – أبريل 2016). الدراسة ذكرَت أن البحيرة تضم 89 نوعاً من العوالق النباتية (Phytoplankton)، موزّعة على 6 تصنيفات: Bacillariophyceae (39 نوعاً) > Cyanophyceae (18) > Chlorophyceae (10) > Euglenophyceae (10) > Dinophyceae (9) > Cryptophyceae (3).
دراسة تحليل تغيّرات استخدام الأرض (Land Use / Land Cover) وتأثيرها على جودة المياه للبحيرة، نشرت في 2025 بعنوان “Evaluating the Impact of Land Use Changes on Water Quality in Lake Qarun, Egypt, Using Remote Sensing and GIS-Based Water Quality Index Modeling”. من النتائج: تم حساب مؤشر جودة المياه (WQI) للبحيرة ووجد أنه يتراوح بين 84.33 إلى 305.53 — وهي قيم تشير إلى أن جودة المياه “غير مناسبة” تقريباً للكائنات المائية.
دراسة أُخرى عن “Heavy Metal Pollution Indices” في مياه البحيرة (2020) أظهرت أن أقصى تركيز لبعض المعادن كان: Fe عند 587.55 µg/L، Mn عند 59.6 µg/L، Zn عند 61.92 µg/L، Ni عند 50.72 µg/L، Cd عند 3.63 µg/L. وخلصت الدراسة إلى أن البحيرة “تعاني تلوثاً شديداً بالمعادن الثقيلة” مما يهدّد الأحياة المائية فيها.
دراسة تحليل طويلة الأمد (2016) بعنوان “Long-term changes of physicochemical parameters and benthos in Lake Qarun” ذكرت أن الملوحة ارتفعت من نحو 8.5 غ/ل في حدود عام 1905، إلى نحو 38.0 غ/ل تقريباً بحلول عام 1980.
من نفس الدراسة: بحيرة قارون حالياً (التاريخ المذكور) طولها من الشرق إلى الغرب نحو 40 كم، عرضها الأقصى نحو 6.7 كم، المساحة تقريباً 243 كم²، الحجم ~924 مليون م³، العمق الأقصى ~8.3 م في الجزء الشمالي الغربي.